آخر تحديث :الأربعاء-27 مارس 2024-03:32م

المراقب الإعلامي


الامارات تستقبل الرئيس التركي بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة اطول برج في العالم

الامارات تستقبل الرئيس التركي بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة اطول برج في العالم

الإثنين - 14 فبراير 2022 - 10:02 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس-(أ ف ب) – الاناضول

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، الإثنين، حرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكة مع تركيا خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك خلال استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوفد المرافق في قصر الوطن بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
ورحب ولي عهد أبو ظبي بزيارة الرئيس أردوغان (التي بدأت الإثنين) إلى “بلده الثاني دولة الإمارات”.
وأعرب عن تطلعه إلى أن “تعطي الزيارة المهمة دفعا قويا لمسار تعزيز التعاون وبناء مرحلة جديدة مزدهرة من العمل والشراكات”.
ونقل إلى الرئيس أردوغان “تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وتمنياته له بالصحة والسعادة، ولتركيا وشعبها دوام الاستقرار والتقدم والازدهار”.
واستعرض ولي عهد أبو ظبي والرئيس أردوغان “فرص التعاون، وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط”، وفق الوكالة.
وأكدا “توافق رؤى البلدين بشأن أهمية دعم الجهود والحلول السلمية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة”.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره لـ”موقف تركيا الصديقة” بشأن إدانة “الهجمات الإرهابية الحوثية على مواقع مدنية بالبلاد”، بحسب الوكالة.
وأفاد بأن “حجم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها البلدان، خلال زيارته إلى تركيا (في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) وضع أسسا لانطلاقة جديدة وكبيرة للشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين”.
وأكد ولي عهد أبوظبي “حرص الإمارات على تعزيز هذه الشراكة ودفعها إلى الأمام خلال الفترة المقبلة ومضاعفة حجم التبادل التجاري الإماراتي- التركي”.
وعام 2021، بلغت القيمة الإجمالية للتجارة غير النفطية بين البلدين 13.7 مليار دولار أمريكي بزيادة 54 بالمائة عن 2020، وزيادة 86 بالمائة عن 2019.
وشدد على أن “الإمارات ترحب بكل خطوة على طريق التعاون والتفاهم والسلام في المنطقة”.
وتابع أن بلاده “حريصة على التعاون مع تركيا لمواجهة التحديات المشتركة المتعددة التي تشهدها المنطقة، عبر الحوار والتفاهم والتشاور والحلول الدبلوماسية”.
وتحظى زيارة الرئيس التركي باحتفاء واسع ومكثف على المستويين الرسمي والشعبي في الإمارات.
واستقبله ولي عهد أبوظبي، في مراسم رسمية بقصر الوطن، عقب وصوله في زيارة تستمر يومين.
وزيارة الرئيس أردوغان للإمارات هي الأولى منذ عام 2013، ويرافقه خلالها وفد كبير من بين أعضائه وزراء الخارجية والداخلية والمالية والتجارة والصناعة والتكنولوجيا والنقل والبنى التحتية والثقافة والسياحة والزراعة والغابات، بالإضافة إلى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية.
وبدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الإمارات الاثنين أول زيارة له للبلد الخليجي الثري منذ نحو تسع سنوات، بعد عودة الدفء للعلاقات بين القوتين الاقليميتين اللتين وقفتا على النقيض في العديد من ملفات المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إنّ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان في مقدّمة مستقبلي الرئيس الزائر والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.
وفي القصر الرئاسي في أبوظبي، جرى استقبال رسمي للرئيس التركي أمام حرس الشرف، قبل أن يصافح عدداً من المسؤولين الإماراتيين برفقة ولي عهد أبوظبي.
واستعرض المسؤولان في اجتماع “فرص التعاون المتنوعة المتاحة في البلدين خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية”، بحسب بيان إماراتي، وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
ونقل البيان عن ولي عهد أبوظبي قوله إنّ بلاده “حريصة على التعاون مع تركيا لمواجهة التحديات المشتركة المتعددة التي تشهدها المنطقة عبر الحوار والتفاهم والتشاور والحلول الدبلوماسية”.
وتأتي زيارة إردوغان التي تستمر يومين وهي الاولى له منذ شباط/فبراير 2013 حين كان رئيسا للوزراء، بينما تشهد تركيا مصاعب اقتصادية كبرى وتبحث عن استثمارات أجنبية جديدة، وفيما تواجه الإمارات خطرا أمنيا متزايدا من قبل المتمردين اليمنيين.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترا بعد المقاطعة التي فرضتها السعودية ودول أخرى بينها الامارات على قطر، أقرب حلفاء انقرة، واستمرت من منتصف عام 2017 حتى أوائل العام الماضي.
كما دعمت الإمارات وتركيا أطرافا متنازعين في الحرب في ليبيا، واختلفتا في شأن مسألة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. وقدّمت تركيا الدعم كذلك لأعضاء في جماعات اسلامية بينها “الاخوان المسلمين” المصنّفة تنظيما إرهابيا في الإمارات والخليج.
لكنّ العلاقات عادت للتحسن مع زيارة قام بها ولي عهد أبوظبي إلى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كانت الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ 2012.
– تعاون دفاعي –
وقبل وقت قصير من مغادرته تركيا، قال إردوغان في مؤتمر صحافي إنّ “الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات مهمّان لسلام واستقرار المنطقة بأسرها”.
وأضاف “سنناقش التطورات الإقليمية والدولية بالتفصيل خلال محادثاتنا اليوم وغدا (الثلاثاء)” ، مضيفا أنه “ستّتم مناقشة الوضع بين أوكرانيا وروسيا الذي عرضت أنقرة التوسط فيه”.
وفي مقال نشرته صحيفة “خليج تايمز” الإماراتية قبيل زيارته، كتب الرئيس التركي “سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي”.
وتجري الزيارة بينما تعمل الإمارات، الطامحة للعب دور دبلوماسي كبير، على إصلاح علاقاتها مع جاراتها وخصوصاً قطر وإيران.
كما تواجه الإمارات تهديد المتمردين الحوثيين في اليمن الذين شنّوا ضدّها هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة غير مسبوقة، ما دفع بأبوظبي إلى زيادة تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة هذا التهديد.
وقال إردوغان “نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج، وأمن واستقرار بلدنا. نحن نؤمن بشدة بأهمية تعميق تعاوننا في هذا السياق في المستقبل”.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق أنّ الإمارات تعتبر التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع، “جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها ورؤيتها للمستقبل”.
وأوضح في مقابلة مع وكالة الأناضول نشرت الاثنين “أعتقد أن هذه رؤية مشتركة بين الإمارات وتركيا، والإمارات حريصة على توسيع شراكتها مع تركيا في مختلف المجالات الحيوية بالإضافة إلى قطاع الدفاع”.
وبحسب وسائل إعلام تركية، سيجري التوقيع خلال الزيارة على 12 اتفاقية في مجالات عدة بينها الإعلام والاتصالات، والصناعة الدفاعية، والشحن البري والبحري، والزراعة، والتكنولوجيا، والصحة وغيرها.
– استقبال حافل –
وقد استقبلت الإمارات ضيفها بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة برج خليفة، أطول مباني العالم، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي.
واعتبر المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش على تويتر عشية وصول إردوغان ان الزيارة “تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وخلال زيارة ولي عهد أبوظبي لتركيا، جرى تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، في خطوة أتت غداة تسجيل الليرة التركية انخفاضاً كبيراً أمام الدولار.
ويرغب إردوغان في جذب استثمارات جديدة لبلاده التي تعاني من مستوى تضخم قياسي هو الأعلى منذ 2002. ومن المرجح ان يزور السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، هذا الشهر للمرة الاولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2018.
وبلغت قيمة التجارة بين تركيا والإمارات في النصف الأول من عام 2021 أكثر من سبعة مليارات دولار، بنمو بلغ 100 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، بحسب إحصائيات إماراتية رسمية.
وتأتي تركيا في المرتبة الـ11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثّل الدولة الخليجية الثرية الشريك التجاري الـ12 لتركيا عالميا والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.
وثمة ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في هذا البلد إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
ومن المفترض أن يزور إردوغان جناح تركيا في معرض إكسبو دبي الثلاثاء.
ووقعت تركيا والإمارات العربية المتحدة، 13 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار، والدفاع، والنقل، والصحة، والزراعة ضمن زيارة رسمية للرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبوظبي.
وجرى التوقيع على الاتفاقيات، الإثنين، عقب الاجتماع على مستوى وفدي البلدين بحضور الرئيس أردوغان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفي هذا الإطار، وقع البلدان مذكرة تفاهم في مجال الصحة والعلوم الطبية، من قبل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الصحة ووقاية المجتمع عبد الرحمن العويس.
كما وقع تشاووش أوغلو على مذكرة تفاهم في مجال التغير المناخي، مع سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي.
وفي مجال الصناعة والتقنيات المتقدمة وقع وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك، على مذكرة تعاون مع نظيره الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر.
وفي مجال التعاون الثقافي، وقع وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، على مذكرة تعاون مع وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي.
كما وقع وزير التجارة التركي محمد موش، مع نظيره الإماراتي عبد الله بن طوق المري، بيانا مشتركا حول بدء مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين تركيا والإمارات.
وفي مجال التعاون الزراعي، وقع وزير الزراعة والغابات التركي بكير باكديميرلي، على مذكرة تعاون مع وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري.
كما وقع وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قرايسمايل أوغلو، ووزير التجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، اتفاقية تعاون في مجال النقل البري والبحري.
كما وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الرياضة والشباب، من قبل وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي ووزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب شما المرزوعي.
وفي مجال إدارة الكوارث والطوارئ، وقع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مع رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث علي سعيد النيادي، مذكرة تعاون.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الأرصاد الجوية، وقع عليها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وفارس محمد المزروعي رئيس مجلس أمناء المركز الوطني للأرصاد الجوية.
ووقع رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، مع سعيد محمد العطار مدير المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، بروتوكول تعاون في مجال الإعلام والاتصال.
ووقع رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، مع طارق عبد الرحيم الحوسني الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي الإماراتي، خطاب نوايا بشأن بدء اجتماعات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وختاما في مجال التعاون الأرشيفي بين البلدين، تم التوقيع على بروتوكول تعاون من قبل المدير العام لأرشيف الدولة أوغور أونال، والمدير العام للأرشيف الوطني في الإمارات عبدالله ماجد آل علي.