آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:14ص

محليات


تركيا تنوي استفزاز السعودية عبر تدخلها باليمن (تقرير لكيوبوست)

تركيا تنوي استفزاز السعودية عبر تدخلها باليمن (تقرير لكيوبوست)
الرئيس التركي طيب رجب اردوغان

الثلاثاء - 28 يوليه 2020 - 01:33 ص بتوقيت عدن

- مراقبون برس - متابعات

بعد تجربتَين فاشلتَين خاضهما أردوغان في سوريا وليبيا، واللتين تحولتا إلى مرتع للجماعات التكفيرية والعناصر المسلحة، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مخططه لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، بعد الكشف عن تجنيد وتدريب مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب ميليشيا حزب الإصلاح اليمني المتحالف معه؛ ما يزيد من حدة التوتر في البلد الذي يعيش واحدة من أسوأ فتراته على كل الأصعدة.

5500 دولار شهرياً

صحيفة “أحوال تركية” كشفت عن قيام الاستخبارات التركية بإنشاء مكتب تابع لها في عفرين السورية؛ بهدف تسجيل أسماء العناصر المرتزقة من السوريين الراغبين في الذهاب إلى اليمن للقتال إلى جانب ميليشيا الإصلاح الإخوانية، نظير 5500 دولار شهرياً؛ وهو المبلغ الذي يفوق ما يتقاضاه المرتزقة الذين يرسلهم الرئيس التركي للقتال في ليبيا. 

وحسب الصحيفة، فإن عناصر فصيل “السلطان مراد” هي الأكثر إقبالاً للقتال إلى جانب إخوان اليمن، بعد أن استغل أردوغان الظروف المعيشية الصعبة للمرتزقة السوريين؛ لتجنيدهم وإرسالهم للقتال، تنفيذاً لأطماعه التوسعية. هذه المعلومات سبقتها تأكيدات من المرصد السوري لحقوق الإنسان، قبل نحو شهر من الآن، بأن غرفة عمليات أنقرة طلبت من مكاتب تجنيد المرتزقة التابعة لها في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، إعداد 300 مقاتل من كل فصيل لقاء رواتب مجزية؛ بهدف إرسالهم إلى اليمن لتدعيم صفوف حزب الإصلاح. ووفقاً لجريدة “زمان” التركية، فإن أنقرة جندت ودربت بالفعل 100 عنصر، الشهر الماضي، لإرسالهم إلى اليمن.

“يريد أردوغان أن يحارب العرب بالعرب”، كما يقول حبيب إبراهيم، مسؤول حزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري “يكيتي” في أوروبا، لافتاً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، إلى أن أردوغان يواجه معارضة قوية في الداخل التركي تمنعه من الإقدام على إرسال جنود أتراك لتحقيق أطماعه. استهداف السعودية وتشهد الساحة الليبية حالة من التوتر الحاد حالياً؛ خصوصاً بعد تفويض القبائل الليبية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالتدخل العسكري؛ الأمر الذي يفاقم الخلاف التركي مع مصر، وهو ما يتماشى مع تحليلات أكدت أن أردوغان يضع عينَيه على مصر عبر بوابة ليبيا، في الوقت نفسه الذي يشهد توقعات بأن التدخل التركي في اليمن يستهدف المملكة العربية السعودية بالأساس.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد المرتزقة السوريين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا 16 ألف عنصر حتى الآن؛ بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، كما أشار المرصد إلى مقتل نحو 481 عنصراً من المرتزقة في ليبيا، بينهم 34 طفلاً. ويرى حبيب إبراهيم أن “أردوغان يريد إجبار السعودية على غض الطرف عن تدخلاته في اليمن ودعم حزب الإصلاح الإخواني، ظناً منه أنه يهددها بترسيخ أقدامه في اليمن”، وهو الأمر نفسه الذي يفعله مع مصر الآن، حسب كلامه. الباحث والمحلل السياسي اليمني ماجد الداعري، يتفق مع هذا الطرح، لافتاً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، إلى أن “تركيا تسعى بكل الطرق والإمكانات المتاحة لإنقاذ حلفائها الإخوانيين في اليمن الذي يشهد مرحلة مصيرية لحزب لإصلاح؛ خصوصاً مع المشاورات الجارية لتشكيل حكومة كفاءات، مناصفةً بين الشمال والجنوب من 24 وزيراً، خالية من الهيمنة الإخوانية”. 

تصاعد التدخل التركي

التدخل التركي في اليمن تصاعد مؤخراً؛ خصوصاً بعد اكتشاف إرسال أنقرة ضباطاً أتراكاً لتدعيم صفوف حزب الإصلاح اليمني، فضلاً عن تهريب كميات كبيرة من السلاح من خلال “الهلال الأحمر” التركي، وذلك تحت الغطاء الإنساني. وحسب كتاب “التفاعلات العالمية والإقليمية والمحلية في الأزمة اليمنية”، لمجموعة من الباحثين، فإن تركيا سمحت لعناصر وقيادات حزب الإصلاح اليمني بالعمل من هناك، وتوفير البيئة الآمنة لهم، فضلاً عن استضافة رموز منهم؛ كالناشطة اليمنية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. وفي المقابل استثمر هؤلاء بمبالغ طائلة في تركيا التي انتعش اقتصادها نظير ذلك، ووفقاً للتقارير التركية، فقد أسس اليمنيون 164 شركة في تركيا برأسمال يمني خلال الفترة من 2017 إلى منتصف 2019، واحتلوا المرتبة التاسعة بين الأجانب الأكثر شراءً للمنازل في تركيا.

هناك ثمة تخوفات لدى الأطراف اليمنية من استغلال تركيا قيادتها للقوات المشتركة لمكافحة القرصنة بخليج عدن وسواحل الصومال، للتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، وذلك من خلال إعلانها اعتزام إرسال فرقاطة عسكرية وقوات تركية إلى خليج عدن بذريعة تولي مهمة قيادة القوات الدولية المشتركة لمكافحة القرصنة من 25 يونيو الماضي، وحتى 10 ديسمبر 2020. ويرى الداعري أن المعادلة السياسية في اليمن لا تصب في صالح أردوغان، “الذي يبدو اليوم تائهاً؛ ولذلك يكتفي بتهريب الأسلحة، وإرسال الأموال والدعم الإعلامي وإيواء قيادات (الإخوان) وحلفائها في بلاده”، أملاً في تغيير المعادلة سياسياً وعسكرياً.