آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:25ص

محليات


تقرير للجزيرة يكشف اسباب تقليص الامارات لقواتها باليمن !

تقرير للجزيرة يكشف اسباب تقليص الامارات لقواتها باليمن !
صورة ارشيفية من تقرير للجزيرة عن صقور القوات الاماراتية بمأرب اليمنية..مراقبون برس

السبت - 29 يونيو 2019 - 10:42 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس-الجزيرة نت

توالت الأنباء عن سحب الإمارات بعض قواتها من مدينة عدن جنوبي اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهو تحرك وُصف بالمفاجئ وأثار تساؤلات عن دوافعه وخلفياته.
وبينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إماراتي رفيع قوله إن هذه الخطوة لا تمثل إعادة انتشار للقوات الإماراتية في اليمن، كشف دبلوماسيون عن قيام الإمارات بسحب الكثير من معداتها العسكرية وقواتها التي كانت تتمركز في ميناء عدن والساحل الغربي لليمن، استعدادا لتحصين دفاعاتها الداخلية من أي تهديدات محتملة.
وتداولت وسائل إعلام يمنية محلية أخبارا تؤكد مغادرة عدد من الآليات العسكرية الثقيلة -التي استقدمتها الإمارات إلى عدن عام 2015 (20 دبابة ومدرعة)- وذلك خلال الأيام الماضية، حيث تم شحنها من ميناء عدن على سفن لم تُعرف وجهتها.
أسباب الانسحاب
وبحثا عن الأسباب التي تقف وراء سحب الإمارات جزءا من قواتها في اليمن، أفاد مسؤول حكومي يمني في حديث للجزيرة نت بأن هذا قد يكون تكتيكا تحاول من خلاله أبو ظبي تحسين صورتها في الظاهر بعد الدعوات التي وجهها مسؤولون يمنيون والضغوط الشعبية التي تطالب بإنهاء دور الإمارات في التحالف السعودي الإماراتي باليمن.
ويرى المسؤول الحكومي أن الإمارات بهذه الخطوة تسعى أيضا لترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لأدواتها الأخرى التي تدعمها في اليمن كالمجلس الانتقالي والحزام الأمني وقوات النخبة من أجل الاستمرار في تصعيد أكبر استكمالا لما حدث خلال الأسابيع الماضية في شبوة وسقطرى من أعمال تخريبية ومظاهرات مناهضة للحكومة الشرعية.
من جهة أخرى، يرى المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن تقليص الإمارات قواتها في عدن والساحل الغربي للبلاد مرتبط بمخاوفها من التصعيد المحتمل مع إيران.
وبحسب حديث التميمي للجزيرة نت، فإن هناك أبعادا تكتيكية أخرى تبرز من خلال تلك الأنباء خصوصا وأنها تتزامن مع تصعيد عنيف للمواجهة بين القوات المحلية التي تدعمها الإمارات ضد السلطة الشرعية في كل من سقطرى وشبوة، وهو سلوك يشير إلى مستوى التدخل الإماراتي في البلاد وتخبطه المتواصل.
وفي الواقع يبدو أن أبو ظبي تعاني من مشكلات متعلقة بسمعتها التي تضررت للغاية من حرب اليمن وتأثيرها على باقي الإمارات في الاقتصاد والسياسة، بحسب الباحث السياسي اليمني عدنان هاشم.
ويؤكد هاشم في حديثه للجزيرة نت أن أبو ظبي تتعرض لضغوط داخلية هائلة من أجل وقف سياستها الخارجية التي تقودها في المنطقة من قِبل حُكام وشيوخ باقي الإمارات.
ويضيف هاشم "يلاحظ أن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد كرر أكثر من مرة خلال الفترات الماضية الحديث عن تأثير القرارات السيئة للحكام على الاقتصاد، وذلك في الوقت نفسه الذي تبدو فيه باقي الإمارات غاضبة لأن معظم القتلى في حرب اليمن هم من أبنائها وليس من أبو ظبي، وهو ما يجعل تلك الضغوط حقيقية من أجل عودتهم".
مخاوف من الانتقام
وبالتزامن مع هذه التطورات، أفادت مصادر يمنية مطلعة للجزيرة نت بأن السعودية قامت خلال الفترة نفسها التي انسحبت فيها القوات الإماراتية بإرسال تعزيزات جديدة إلى عدن، ووصلت مدرعات ودبابات تابعة لها إلى معسكر التحالف، إضافة إلى نشرها دفاعات الباتريوت في المدينة.
وعن أبعاد خطوة الانسحاب الإماراتي، تحدثت الجزيرة نت مع الخبير العسكري اليمني علي الذهب الذي أفاد بأنه يجري كل ستة أشهر تغيير للجنود وضباط القوات الإماراتية في عدن، لكنه استبعد أن يكون ما يحدث مؤخرا في ذلك الإطار.
وأوضح أن الوضع في عدن -التي تتخذ منها الحكومة الشرعية مقرا لها- مرشح للانفجار خلال الأيام القادمة لا سيما وأن الوضع متأزم بين الشرعية وتشكيلات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.
وأضاف الذهب أن هناك توقعات كبيرة بحدوث معركة عنيفة داخل عدن، وهو السبب الذي جعل الإماراتيين يفكرون في سحب قواتهم من المدينة خشية أن تتورط في أي مواجهة وتكون عرضة للانتقام من أي جهة.
ويستبعد الخبير العسكري أن يكون لهذا الانسحاب علاقة بالتوتر الأخير في المنطقة بين أميركا وإيران، لأن القوات الإماراتية المحدودة في اليمن أغلبها من الذين تم تجنيدهم حديثا وليس لديهم الخبرات الكافية، وبذلك لن يؤثر وجودهم كثيرا.
ويؤكد الذهب أن الإمارات لديها وسائل أخرى للدفاع مثل استئجار المرتزقة إذا لزم الأمر، ولكن المعركة المرتقبة هي في الداخل اليمني خصوصا في ظل الأحاديث المتداولة عن ترتيبات لعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن، الذي يتلقى العلاج حاليا في الولايات المتحدة.