دعا وزير الثقافة اليمني السابق عبدالله عوبل،الى لملمة شتات الجغرافيا في الجنوب وفي الشمال وفق دولة اتحادية يعاد فيها النظر في موضوع الاقاليم الستة،أكد أن موضوع تدهور اسعار الصرف والسلع كارثة تفوق كارثة الحرب باليمن التي قال أن فيها حكومات معلنة وغير معلنة.
وقال في مداخلة له اليوم الأثنين بورشة عمل عن جهود المبعوث الأممي للسلام باليمن وفي معرض تعليقه على احاطته الأممية المقدمة مؤخرا الى مجلس الامن- أن من المهم قبل الذهاب الى اي مفاوضات وجود اتفاق بين الشرعية والتحالف, يؤسس لوحدة او على الاقل تقارب بين القوى الجنوبية والشرعية,,وبين الشرعية والقوى المناهضة لها في الشمال ليكون في نهاية هذا الجهد اتفاق يمني بين فرقاء الحرب يؤسس لدولة وطنية متينة وقوية .
وأضاف:كان المبعوث الاممي مارتن جريفيث يطمئن مجلس الان حول تفاهماته مع كل من الشرعية والحوثيين..حصل على وعود بالتهدئة وحضور مشاورات السويد..واكد انه اعد خطة السلام وان اتفاق الافراج عن الاسراء على وشك التوقيع.قال انه مستعد ان يرافق وفد انصار الله الى جنيف ان تطلب الامر وقال انه سيذهب الى الحديدة وقد كان له ذلك.
وأشار الى ان جريفيث بدأ متفائلا وتحدث بثقة في الحديدة, وعاد الى الرياض،متفائلا من خلال ما ابدت فيه اطراف الحرب نوايا حسنة تجاه المفاوضات حيث اوقف التحالف التقدم في مدينة الحديدة فيما قال انصار الله انهم اوقفوا هجماتهم بالصواريخ وطائراتهم المسيرة على المملكة والامارات.مؤكدا ان الأمر اختلف بمجرد مغادرته اليمن، بسبب أن الحرب لم تتوقف في كل الجبهات بما فيها الحديدة التي اندلعت فيها المواجهات بعد مغادرته مباشرة.
واعتبر عوبل أن السؤال الذي يؤرق اليمنيين في كل البلاد يبقى بعد واثناء هذا التصريحات و في المستقبل المنظور والمتمثل في:هل من افق للحل, من واقع الحال يشجع على التفاؤل بحل ينهي هذه المعاناة التي طالت والتي ترمي باثقالها المؤلمة على المواطن تحت سيطرة انصار الله او تحت سيطرة الشرعية, اذ لم تكن حال الناس في المناطق التي تحت سيطرة النحالف والشرعية باحسن من سواهم في الطرف الاخر .؟ وقبل كل ذلك هل من تدخلات تستطيع وقف تدهور الاسعار والعملة,,؟ مؤكدا أن موضوع تدهور اسعار الصرف والسلع كارثة تفوق كارثة الحرب..يؤكد المبعوث الاممي ان الامم المتحدة ستتدخل ولكنه لم يقل كيف سيتم هذا التدخل؟
جملة تساؤلات
ووضع عوبل جملة من التساؤل في مداخلته،أمام نخبة من القيادات السياسية والمجتمعية والاكاديميين والصحفيين المشاركين بورشة العمل الخاصة بتقييم جهود المبعوث الأممي الى اليمن حول وقف الحرب والانتقال للعملية السياسية،استضافها مركز دراسات حقوق الانسان في مقره بخور مكسر بعدن، بالشراكة مع الصندوق الوطني للديمقراطية - عن افق الحل السياسي باليمن، بدأها بسؤاله الاهم:هل فعلا يمكن وقف الحرب ؟
وأوضح عوبل في رده على تساؤلاته أنه لا يرى ان الاطراف الفاعلة في هذه الحرب ترغب في انهائها. وقال أن"ثمة عدة عوامل تدعم عذا الاستنتاج..اولها ان بعض الاجنحة وامراء الحرب في الطرفين قد اثروا ثراءا فاحشا واستمرأوا لعبة الحرب واصبح هؤلاء خصوما لدعوات وقف الحرب .وثانيهما. ان وقف الحرب ستترتب عليه استحقاقات ومساءلة واثمان وربما انتقامات , لذلك وقف الحرب ستكون وطاته قاسية على القيادات راسيا وافقيا..في كلا الطرفين ؟
وأشار عوبل الى التفاؤل يجب ان يبقى،حيث قال:لكن مع كل ذلك دعونا نتفائل ونقول ان الاطراف تعبت وتريد انهاء الحرب او ان مجلس الامن قرر ان ينهي هذه الماساة ولو بقرار ملزم تحت البند السابع.
وجدد عوبل تساؤلاته وتأكيده بأن "هناك اسئلة اخرى يجب اخذها بعين الاعتبار ونحن نتحدث عن وقف الحرب وبدء مفاوضات بناءة .
اولها. هل حقق التحالف اهدافه, هل حققت السعودية من هذه الحرب ما يحقق امن حدودها الجنوبية.؟هل يمكن ان يجلس الحوثيون والشرعية على طاولة وجها لوجه ويتفاوضوا كاطراف يهمها حل مشكلة وطن قاموا بتفجيرة وسعوا الى دماره؟
حكومات معلنة وغير معلنة باليمن
وكشف عوبل عن وجود حكومات معلنة وأخرى غير معلنة باليمن، وقال:"في المناطق التي تحت سيطرة الشرعية ,امامنا حكومة معلنة في عدن وحكومات غير معلنة في مارب وحضرموت والمهرة وسقطرى وغموض يلف شبوة.
وقال:لدينا الشرعية بقواتها العسكرية واحزابها, مدعومة من التحالف. ولدينا المجلس الانتقالي بقواته مدعوما من التحالف ايضا, ضدا على الشرعية لدرجة الخصومة حرب يناير 2018. اولى هذه الحروب وليست نهايتها. ثم هناك المؤتمر وقواته مدعوما من التحالف ضظا على الشرعية. ولدينا جيوب حراكية معارضة ناعمة للانتقالي.
وأكد الوزير اليمني السأسبق أن :المناطق تحت سيطرة انصار الله اكثر انسجاما من المناطق الأخرى،اي ان تحالف انصار الله مع المؤتمر في مناطق سيطرة الحوثي ,,وهذا الانسجام ليس تحت الخوف او التهديد كما يدعي البعض, انه تحالف حقيقي من قوى فاعلة في المؤتمر ولها تاثير اجتماعي يمثل سندا قويا لانصار الله.لذلك الحل على الضفة الاخرى ييكون اكثر يسرا هناك يوجد مركز واحد. للقرار وليس مراكز متعددة.منوها الى ان المسالة الاكثر تعقيدا هي من الاطراف المتعددة الولاءات والاتجاهات والخصومة بينهم اكثر من خصومتهم مع الحوثيين.
وأوضح عوبل أنه يرى على ضوء ذلك ان هذا المشهد في جانب الشرعية وخصومها غير الحوثيين لا يؤهل ايا من اطرافها التوافق على حل سياسي للمشكلة اليمنية...مناطق الشرعية الحالية مؤهلة لحروب صغرى متعددة بعد ان توقف الحرب الكبرى...وربما سبقت تعز لرسم الصورة القادمة لما تسمى المناطق المحررة بعد الحرب.
كيان سياسي على مستوى كل طرف
ودعا عوبل بالقاء نظرة على المشهد السياسي والخارطة الجعرافية كما هي .. من أجل تفكيك هذا المشهد المفكك اصلا. مؤكدا ان الحل لا ياتي الا من خلال كيان سياسي على مستوى كل طرف ..انظروا الى الحالة الراهنة وتوزيع القوى السياسية والعسكرية
ودعا عوبل الى حل العقدة الاساسية التي تقف عائقا دون وحدة القوى السياسية شمالا وجنوبا اولا ثم التفاهم على رؤية مقبولة وطنيا.مؤكدا ان :من الصعب ايجاد خط التقاء بين الشرعية والانتقالي لان طرف من التحالف يدعم طرف ضد الشرعية, وكذلك الامر بين مؤتمر طارق وقواته والشرعية لان نفس الطرف يدعم طارق خارج اطار الشرعية وقال:فاذا لكي يتفاهم هؤلاء على رؤية مشتركة لابد من حل الخلاف بين الامارات ورئيس الجمهورية او التحالف السعودي الاماراتي والرئيس..هنا يمكن الحديث عن منح امتيازات للتحالف ضمن صفقة غير معياربة ,, اي تتضمن شيئا من عدم التكافؤ..لكن عبر خبراء ومستشارين والامم المتحدة والجامعة العربية. وجزم عوبل :ان المشكلة تكمن بأن الحرب قد رسمت حدودا جديدة لبلد يتشظى وفق رؤية قوى اقليمية ودولية".
