آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:25ص

محليات

منذ إزاحته وتحذيره من انهيار العملة اليمنية واعتزاله للعمل
ظهور إعلامي نادرلمحافظ البنك المركزي الأسبق مع وفد صحفي دولي(صور)

ظهور إعلامي نادرلمحافظ البنك المركزي الأسبق مع وفد صحفي دولي(صور)

الخميس - 13 سبتمبر 2018 - 11:31 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس-صحيفة أخبار حضرموت

أكدت مصادر اعلامية حضرمية بتمكن وفد صحفي دولي رفيع المستوى، من زيارة حضرموت  واللقاء بمحافظ البنك المركزي اليمني الاسبق والأشهر و"الجوكر الصعب" محمد بن همام في مسقط رأسه بغيل باوزير بعد تنسيق جرى بين الوفد الصحفي وإحدى مؤسسات المجتمع المدني الحضرمي،وأكدت المصادر لصحيفة أخبار حضرموت أن الوفد الصحفي سبق وأن تمكن ايضا من اللقاء بمحافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني ومسؤولين آخرين وشخصيات اجتماعية ومواطنين بحضرموت، بعد تمكنه من التحرك بكل حرية من أقصى الساحل إلى اخر مناطق الوادي الحضرمي لانجاز اكثر من مهمة صحفية كان من أبرزها استقصاء آثار تنظيم القاعدة ومصير قادته وكيف غادر مسلحو التنظيم للمكلا ومناطق الساحل الحضرمي بعد عام على بسط حكمهم فيها،اضافة الى استطلاع الاسباب والملابسات التي قادت الى الانهيار الاقتصادي الشامل الذي تشهده اليمن في ظل انخفاظ سعر صرف الريال الى مستويات قياسية تجاوزت ضعفي قيمته أيام ادارة بن همام للبنك المركزي اليمني والذي سبق وأن حذر من كارثة انهيار مصرفي وشيك ستعصف بالعملة المحلية في حال اتخذ الرئيس هادي قرار نقل البنك المركزي من صنعاء في ظل اوضاع وظروف الحرب الجارية باليمن وتوقف صادرات النفط وعجز الدولة عن الايفاء بالتزاماتها.
وأشارت المصادر إلى ان الوفد الصحفي الدولي المختلط تمكن من اللقاء بابن همام في منطقته بغيل باوزير الواقعة على بعد حوالي 30كلم شرق العاصمة الحضرمية المكلا بعد تنسيق جرى بينه ومؤسسة العون للتنمية،ورغم تواريه عن الاعلام وعدسات التصوير واعتزاله للعمل المصرفي نهائيا ورفضه القبول بعروض عديدة لتولي أكثر من منصب حكومي عرض عليه لإنقاذ الموقف الذي سبق وأن نقل عنه إعلاميا قوله في تعليق نادر عنه انه يأتيه بعد خراب مالطة.
أول ظهور اعلامي لأشهر محافظي البنك المركزي اليمني
وشوهد الخبير المالي والمصرفي الاشهر لاول مرة منذ اعتزاله للعمل،في صورتين نادرتين حصلت عليهما "أخبار حضرموت" وهو يتوسط مجموعة من الصحفيين والصحفيات الاجانب بلباسه الحضرمي الشعبي التقليدي واخرى وهو يتوسط مجلسا عربيا مستضيفا الوفد الصحفي دون ان ينقل عنه اي تصريحات صحفية بعد من قبل وسائل الاعلام الدولية التي قابله ممثلين عنها ، وتشرف فيه الوفد بالتقاط صور ذكريات جماعية معه رغم حساسيته المفرطة من التصوير او التحدث للاعلام والصحفيين منذ خروجه من العاصمة صنعاء قبل حوالي عامين وانتقاله للعيش بمسقط رأسه بغيل باوزير حضرموت وتفضيله مجالسة رفاقه القدامى وكبار السن وتبادل الأحاديث البسيطة معهم عن الهموم اليومية والمعيشية المرتبطة بهم ومنطقتهم ورفضه التحدث للإعلام أو الإدلاء بأي تصريحات صحفية سيما بعد الانهيار المصرفي الكارثي الذي سبق له وان حذر منه في حال تم نقل البنك من صنعاء في ظل ظروف الحرب وانعكاساتها الكارثية على اقتصاد البلاد وذلك من خلال مقابلة مكتوبة ومصورة أجرتها معه وكالة رويترز بمكتبه بالبنك المركزي اليمني بصنعاء قبل أشهر قليلة من قرار هادي الاعتباطي القاضي بإقالته ونقل البنك إلى عدن.
كيف تمكن الوفد الصحفي من اقناع بن همام بمقابلتهم والتصور معهم؟
واعتبرت المصادر أن السؤال الأهم المطروح هو حول كيفية تمكن الوفد الصحفي الدولي الزائر لليمن - والمكون من صحفيين امريكيين وبريطانيين والمان وهولنديين وسويسريين وغيرهم- من إقناعه بالتصور معهم حيث يبدو وسطهم عاصبا على رأسه بعمامة وماهية التصريحات المحتملة التي تمكن الوفد الصحفي من الحصول عليها من الرجل الصامت زهدا وحصافة بعد رفضه المستميت التحدث للكثير من وسائل الاعلام أو التصريح بأي مواقف أو رؤى حول الأزمة الاقتصادية الكارثية التي تعصف بالبلاد بعد تجاوز صرف الدولار لأول مرة حاجز ال600 ريال وتخطي سعر صرف الريال السعودي والدرهم الإماراتي لحدود ال155 ريالا يمنيا وسط ارتفاع جنوني بأسعار مختلف المواد ما دفع الآلاف للخروج بتظاهرات غضب شعبي متصاعد للتنديد بفشل الحكومة في إيقاف التدهور الكارثي لصرف العملة المحلية وتعبيرا عن امتعاضهم من خذلان دول التحالف للشعب اليمني وتجاهلها لواجبها الانساني والاخلاقي والقانوني في تقديم الاعانة والدعم الانقاذي المالي للعملة او فرض حلول ومعالجات على حكومة الشرعية الفاشلة ورفع الغطاء عنها في ظل فسادها الصادم وعجزها المخزي عن احتواء التدهور الاقتصادي الشامل وإجماع الكثير من المختصين والمتابعين والمهتمين أن لا أحدا بامكانه اليوم أن يعمل على إنقاذ مايمكن إنقاذه من قيمة العملة ووقف كارثة الانهيار المصرفي المتواصل غير المنقذ الحضرمي الوحيد محمد بن همام،الرافض لكل العروض العديدة التي سبق وأن عرضت عليه من قبل الرئيس وقيادة حكومة الشرعية الفاشلة،بذريعة تفضيله الاستراحة من العمل والتفرغ لأهله وأصدقائه لقضاء معهم بقية عمره بعد أن شغله العمل طوال سنوات شبابه الماضية.
من هو الجوكر الصعب محمد بن همام؟
وسلط موقع العربي الاضواء على هوية محمّد بن همام، واصفا اياه بـ "عملة صعبة في زمن صعب"،كما يصفه محبّوه. بالنسبة إليهم، هو الإستثنائي الذي يشقّ، بثقة، عباب البحر المفعم بتيّارات الزمان والمكان الجارفة؛ لا بعصا موسى، ولا بسحر فرعون، ولكن، بـ"مهنيّته، التي لم تلن له قناة في سبيل الحفاظ عليها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خزائن اليمن". خبير الإقتصاد الحضرمي أبى أن يحزم أمتعته ليغادر صنعاء، على إثر الحرب، إذ آثر البقاء، "حفاظاً على رغيف خبز المساكين، جنوباً وشمالاً"، كما يقول البعض، بعدما هرب كثيرون، وامتدّت أيادي آخرين إلى المال العام.

"لست سارقاً"
الرجل السبعيني، ذو القامة المتوسّطة، لا يركب السيّارات الفارهة، ولا يحبّذ مواكب الحراسات الأمنية المشدّدة. يرى فيه معاصروه رجلاً من جيل قد انقرض، جيل لديه من المروءة ما هو مفقود لدى جلّ السياسيّين اليمنيّين. ألقت عليه حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي فشلها، مؤخّراً، فجاء ردّه بعد أيّام، برسالة مطولة، مفادها: "لست سارقاً". أما ردّ صندوق النقد الدولي فجاء منتصراً لمهنية الرجل، الذي ترك له "الحوثيّون" ملعبه، فمنحوه كافّة الصلاحيّات، وإن فضّلوا اللعب في مساحات مالية أخرى، بعيداً عن ساحته، أحياناً، تفادياً للإنهيار التامّ.

السجّاد الأحمر
شخصية تجمع عليها أطراف النزاع اليمني، لمع اسمها، وذاع صيتها، خلال الفترة الأخيرة، كشخصية نزيهة ومحايدة، كانت تؤثر البقاء في الظلّ، دائماً، دون صخب أو ضجيج. تمكّن من الحفاظ على الإقتصاد اليمني من انهيار محقّق لسنوات، ففُرش له السجّاد الأحمر، واصطفّت له الجموع لتقديم التحية ورفع القبّعات. لكن ما لا يعرفه الناس عن قصّة السجاد الأحمر في صنعاء، هو أن المستقبلين لم يخرجوا بدوافع سياسية، مع أو ضدّ، بل خرجوا ردّاً لجميل بن همام، الذي اعتمد هيكلاً جديداً للترقيات والحوافز الإضافية ، شمل جميع موظّفي البنك، دون استثناء، بعد أن كانت خاضعة للمحسوبيّات، وللفساد الإداري.

غيل باوزير
محمّد عوض علي بن همام، من مواليد 1944م في مدينة غيل باوزير الساحلية، بحضرموت. نشأ وترعرع في منطقة تُسمّى دهبان، وهي معقل قبيلة آل بن همام المعروفة بالغيل، وتحديداً في بيت قديم يُعرف بـ"نقلة بن همام"، بناه جدّه لأمه، صالح محمّد بن همام. هناك كانت مرابع صباه، وهناك تفتّحت مداركه، حيث تلقّى تعليمه الأوّلي في "كتاتيب" المنطقة، التي كانت تدرّس علوم القرآن الكريم، إضافة إلى علوم الفقه والحساب، على يد شيوخ أجلّاء، دفعوا به لإتمام المرحلة الإبتدائية في مدرسة المدينة، لينتقل، بعد ذلك، إلى المدرسة الوسطى التي يعادل منهاجها العملي مناهج المعاهد وكلّيّات المجتمع المتخصّصة، اليوم، إذ إنّها كانت فرعاً من مدرسة بخت الرضا في السودان، وأنشئت في إطار استراتيجية السلطنة القعيطية لتحديث نظام التعليم في حضرموت، بداية أربعينيّات القرن المنصرم. إنتصر صندوق النقد الدولي لـ"مهنية" الرجل الذي ترك له "الحوثيّون" ملعبه

"الوسطى"
تأثّرت شخصية بن همام بعدد من الأساتذة الذين درسوا له بالمدرسة الوسطى، والذين من بينهم، عبد الرحمن باوزير، سالم يعقوب، سعيد بافطيم، محمّد الحوري، فيصل بن شملان، هاشم سعد، سالم حبليل، سالم عبد العزيز.
ومن وسطى الغيل، سافر الشاب اليافع إلى مستعمرة عدن لإكمال تعليمه الثانوي، الذي أتمّه العام 1963، ليعود بعد ذلك إلى حضرموت، لأداء خدمة التدريس الإلزامي، فعمل مدرّساً في مدرسة الباغ الإعدادية الوسطى، بمدينة الشحر.

الجامعة الأمريكية
حصل بن همّام، منتصف الستينيّات، على منحة دراسية من حكومة السلطنة القعيطية، إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، وتحديداً إلى كلّية التجارة وإدارة أعمال، التي حصل منها على درجة البكالوريوس، العام 1970م.
وفي بيروت، انفتحت أمام الطالب القادم من حضرموت أبواب علمية أخرى، عند دراسته للمناهج العلمية الأمريكية الحديثة، التي فتحت له آفاقاً واسعة نحو المستقبل، فكانت لمحاضرات البرفوسور مرمورا والبرفسورة ساندرا ريتشارد (أمريكيا الجنسية) تأثير كبير في تكوين شخصيّته المهنية، في مجال اختصاصه.

العودة لليمن
عاد خرّيج الجامعة الأمريكية في بيروت إلى اليمن العام 1970، ليلتحق بالعمل الوظيفي في مصرف اليمن، آنذاك، بوصفه كادراً مؤهّلاً يستحقّ وظيفة الدولة، التي تدرّج في سلّمها، من موظّف بسيط في دائرة البحوث، ثمّ مدير لدائرة البحوث، فوكيل للعمليّات الخارجية، العام 1990، ليتمّ اختياره لمنصب نائب محافظ البنك المركزي اليمني العام 2003، لسبع سنوات متتالية، قبل أن يتمّ تعيينه محافظاً للبنك، العام 2010.

دورات
وخلال مسيرته العملية، تلقّى بن همام العديد من الدورات المتخصّصة في علوم الإدارة المصرفية، ونظام المدفوعات والبرامج المالية، عبر صندوق النقد الدولي، في أمريكا واليابان ولبنان ومصر وتونس والكويت وليبيا، علاوة على دورات في دول عربية وأجنبية أخرى.

يوميّات وهوايات
من العمل إلى المنزل، ومن المنزل إلى المسجد، ثلاثة أماكن لا يخرج عنها البرنامج اليومي للرجل الأكثر صيتاً في اليمن. برنامج لا يخلو من تخصيص وقت للقراءة والإطلاع بين رفوف مكتبته الخاصّة. يعشق كرة القدم التي شُغف بها عندما كان لاعباً في نادي الشباب بمسقط رأسه، غيل باوزير، أمّا عشقه لكرة السلة فيعود لأيّام الدراسة الثانوية، في عدن.

القدوة
شكّلت شخصيّتا الراحلَين، فرج بن غانم، رئيس الوزراء اليمني الأسبق، وفيصل بن شملان، وزير النفط اليمني الأسبق، "أيقونة" قدوة في مسيرة الرجل الهمام، فبالرغم من أن الأوّل لم يكن مدرّساً له في "الوسطى"، كـ"شيخه" بن شملان، غير أنّه احتكّ ببن غانم بحكم علاقة العمل، والقرابة. واستلهم بن همام من حياة الرجلين صفات الصرامة والحزم، لا سيّما تجاه اتّخاذ القرارات المتعلّقة بالعمل، والتي لا تخلو من منعطفات، عادة ما تصطدم بها أمثال تلك الشخصيّات.
ولطالما حاول بن همام زراعة السنابل الخضر للسنوات العجاف، بيد أن فساد النظام في اليمن حال دون ذلك، في مجتمع تسوده ثقافة القبيلة التي تصدّ، غالباً، ثقافة السنابل.