محافظ حضرموت يروي للإعلام الأجنبي تفاصيل وخسائر معركة تحرير المكلا

كشف محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية عن تفاصيل وخسائر معركة تحرير المكلا والساحل الحضرمي من المسلحين الارهابيين،وكيف استغلت مليشيات الحوثي الانقلابية ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح علاقتها بعناصر متطرفة من القاعدة في التسهيل لهم للسيطرة على ساحل حضرموت قبل أن تطردهم قوات النخبة الحضرمية والجنوبية منها العام قبل الماضي بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية وبمشاركة اماراتية فاعلة على الارض.
وقال البحسني ،خلال لقاء جمعة الثلاثاء الماضي، بممثلي وسائل إعلام أجنبية قدموا إلى حضرموت :«إن جهود تحرير المكلا ومدن ساحل حضرموت بدأت من خلال إعداد قوة مسلحة من شباب حضرموت في معسكرات بصحراء الربع الخالي كانت تتلقى المساعدات من الأشقاء في التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكنت أنا القائد العسكري لتلك القوة، وتمكنا من خلق قوة نظامية مدربة قادرة على تحرير حضرموت من الإرهاب».
خطة عسكرية دقيقة ومحكمة لتحرير المكلا خلال 48 ساعة
وكشف محافظ حضرموت عن خطة عسكرية دقيقة ومحكمة مكنت قوات النخبة الحضرمية المدعومة من التحالف العربي من تحرير العاصمة المكلا خلال ساعات وبعد اكثر من عام على استيلاء تلك المجاميع الارهابية المسلحة على المدينة وفرض سيطرتها على مناطق الساحل الحضرمي بتواطؤ من النظام السابق.
وقال البحسني: «بعد استكمال تدريب وتسليح تلك القوة تم وضع خطة عسكرية دقيقة جدا استطاعت خلال 48 ساعة من تحرير المكلا، وخاضت معارك طاحنة في معسكر الادواس وتحصينات الإرهابيين في منطقة العيون، وقتل أكثر من 400 من الإرهابيين وأسر 250 من جنسيات مختلفة، والاستيلاء على 80 طنا من المتفجرات والذخائر، واستشهد 60 من شباب قوات النخبة الحضرمية الأبطال، وتم التحرير بمساعدة ومساندة من سلاح الجو وطيران التحالف».
وأكد المحافظ البحسني أن «هذه المعركة أسهمت إلى جانب العالم في الحرب على الإرهاب، وأبرزت تاريخاً ناصعاً لحضرموت أمام العالم بانتصارها في الحرب على الإرهاب».
خطة أمنية محكمة لإنهاء العمليات الإرهابية بساحل حضرموت
وأوضح المحافظ البحسني عن تمكن القوات النخبة الحضرمية وبمساعدة ودعم قوات التحالف العربي من فرض خطة أمنية محكمة لانهاء العمليات الارهابية بساحل حضرموت،وقال: «بعد تحرير ساحل حضرموت تم فرض خطة أمنية محكمة استطاعت إنهاء العمليات الإرهابية التي نفذت ضد قوات النخبة والنقاط العسكرية بعد التحرير، وتم بعد ذلك الاتجاه نحو تطبيع الحياة وفتح البنوك وإعادة ترميم وبناء المحاكم وإعادة التعليم في المدارس والجامعة ومراكز الشرطة والمرافق الحكومية، وعاد الناس لممارسة حياتهم الطبيعية والتجارية».
علاقة الانقلابيين الحوثيين والنظام السابق بعناصر إرهابية وراء تسليم المكلا وماحولها للقاعدة
وأكد البحسني وجود علاقة للانقلابيين الحوثيين والنظام اليمني السابق بعناصر ارهابية بحضرموت دفعت بأركان النظام البائد لصالح الى تسليم مدينة المكلا وماحولها من مناطق الساحل الحضرمي الى تلك المجاميع الارهابية المرتبطة بهم.
وقال ان «الانقلابيين الحوثيين والنظام السابق كانت لهم علاقات مع عناصر إرهابية ولم يستطيعوا من دخول حضرموت لبعدها الجغرافي، لكنهم عملوا بطريقة خطيرة عندما سخروا عناصر إرهابية تابعة للقاعدة أسندوا إليها مهمة الاستيلاء على ساحل حضرموت، ومُنحت لهم المعدات والذخائر والسلاح التي حصلوا عليها من المعسكرات في العام 2015م».
وأشار القائد البحسني إلى أن قوات الحوثي أخرجت «المجرمين الإرهابيين من السجن المركزي والمحتجزين لقضايا جنائية خطيرة، ونهبت البنوك، ودمرت المرافق الخدمية والتجارية والمحاكم، وأغلقت الجامعة، وأوقفت عجلة الحياة».
استقرار أمني وإداري نموذجي بحضرموت رغم شحة الامكانيات
وأوضح اللواء البحسني أن حضرموت تشهد اليوم استقرار أمني وإداري، وتعد أنموذجاً للمحافظات المحررة، «وتحضى بإشادة من جميع الزوار، بالرغم من الإمكانيات الشحيحة التي تدار بها الأمور بالاعتماد على الإيرادات المحلية بالمحافظة وعدم وجود الدعم الحكومي نتيجة للأوضاع الحالية».
ودعا المحافظ الدول والمنظمات الخارجية لتقديم المساعدات الإنسانية والخدمية للمحافظة التي ضحت بأرواح أبنائها في سبيل القضاء على الإرهاب لتساند جميع دول العالم في حربها ضد الإرهاب والتطرف.
وأكد المحافظ أن «السلطة المحلية بالمحافظة ترحب بالقنوات ووسائل الإعلام الخارجية لعكس الواقع في حضرموت، وستقدم لهم التسهيلات والدعم اللازمين لإنجاح زياراتهم».
وحسب مانشرته صحيفة أخبار حضرموت فقد استقبل المحافظ البحسني الثلاثاء الماضي بالمكلا "وفداً إعلامياً من قنوات ومواقع إخبارية أجنبية في سياق زيارة ينفذها الوفد حالياً لمحافظة حضرموت لنقل صورة واقعية تعكس جهود تطبيع الحياة والتنمية في حضرموت، والأمن الذي تشهده والانتصارات التي حققتها المحافظة في حربها ضد الإرهاب".