قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأربعاء إن حروب المدن تترسخ في الصراعات الدائرة بأنحاء الشرق الأوسط حيث بلغ عدد القتلى المدنيين في المدن في سوريا والعراق خمسة أمثال من قتلوا في المناطق الريفية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وذكرت اللجنة أن عشرات الآلاف من الوفيات الناجمة عن الحرب من سكان المدن تشكل نحو 70 في المئة من الوفيات بين المدنيين في البلدين خلال هذه الفترة. كما أصبحت مدن تعز وصعدة وصنعاء في اليمن ساحات قتال مميتة.
وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط "هذا أمر يبعث على القلق بشكل كبير، حيث يجري شن هجمات جديدة (ضد مقاتلي الدولة الإسلامية) في مدن مثل الرقة في سوريا أو تصعيد للهجمات في الموصل بالعراق".
وأضاف في مؤتمر صحفي أن "تعز لا تزال محاصرة جزئيا كما أن الغارات الجوية اليومية والقصف يواصلان ترويع السكان".
وتابع أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الشرق الأوسط. وقال "نرى أيضا أن العديد من النزاعات الأخرى تقع في المناطق الحضرية في أماكن أخرى مثل الصومال وأفغانستان ودول أخرى".
وقال ماردينى إن المعارك المستعرة في المدن باتت "للأسف الوضع الطبيعي الجديد" وتضر بالبنية التحتية الحيوية وتعطل الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية.
وقال "آثار الحرب تتفاقم سريعا بتداعيات ضخمة. إذا ضرب خط كهرباء، فلا توجد مياه ولا كهرباء ولا معالجة لمياه الصرف الصحي، هناك انتشار للتلوث وتحديات كبرى لإدارة المستشفيات".
وشهدت الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في اليمن ضربات جوية واسعة النطاق من التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة والقضاء على حكم جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وقال الصليب الأحمر إن النظام الصحي في اليمن انهار تقريبا متأثرا بتفشي مرض الكوليرا المميت الذي يمكن أن يقتل في غضون ساعات.
وقالت ماريا ديل بيلار باوزا مورينو، منسقة الصحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن عبر الفيديو من صنعاء "خلال الأسابيع الستة الماضية، أصيب واحد من كل 200 يمني بالكوليرا، بينما لقي ما يقرب من ألف شخص مصرعهم، ولم يصل التفشي لذروته بعد إنما تتسارع وتيرته".
وتم الإبلاغ عن أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة جديدة بالكوليرا يوميا خلال الأسبوع الماضي في اليمن ليصل إجمالي عدد المصابين إلى 135 ألف حالة.
وقالت باوزا مورينو "الكوليرا وجدت الأرض المثالية .. حيث تدهور الظروف المعيشية وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم وجود مياه شرب آمنة في معظم المدن وانهيار شبكات الصرف الصحي وتراكم القمامة في كل مكان