آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:09ص

المراقب الإعلامي


تحليل لرويترز عن ماوراء زيارة ترامب للرياض..طمأنة ومناقشة التشدد الديني

تحليل لرويترز عن ماوراء زيارة ترامب للرياض..طمأنة ومناقشة التشدد الديني

الأربعاء - 17 مايو 2017 - 06:33 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس- رويترز:

عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمراء السعودية في الرياض يوم السبت يمكنه أن يتوقع استقبالا أفضل مما استقبلت به المملكة سلفه باراك أوباما الذي اعتبرته الرياض متساهلا مع إيران أكبر خصومها وصاحب موقف فاتر فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين التي تعد دعامة للتوازن الأمني في الشرق الأوسط.

وستتطلع الرياض إلى الحصول على تأكيدات أن إدارة ترامب ستواصل نهجها المتشدد إزاء إيران وتواصل ضغوطها عليها من خلال التصريحات والتصرفات لوقف ما ترى السعودية أنه أنشطة مزعزعة لاستقرار المنطقة من جانب طهران.

وقد شهد التحالف السعودي الأمريكي اضطرابا منذ ما اعتبرته الرياض انسحاب أوباما من المنطقة وميله الملحوظ نحو إيران بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011 وعدم التحرك بشكل مباشر ضد الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.

كما سترغب السعودية في استعراض صفقاتها الاستثمارية الكبيرة مع الشركات الأمريكية لإظهار ما تحقق من تقدم في برنامجها الإصلاحي الاقتصادي والاجتماعي "رؤية المملكة 2030" في حين تقول واشنطن إن صفقات لبيع أسلحة أمريكية بعشرات المليارات من الدولارات في الطريق.

وتعد زيارة ترامب للسعودية المحطة الأولى في أول جولة خارجية له منذ تولى منصبه في يناير كانون الثاني.

ويحرص المسؤولون الأمريكيون والسعوديون على تسليط الضوء على الرمزية الكبيرة في اختيار الرئيس الأمريكي أن يكون مهد الإسلام أول محطة له بدلا من كندا والمكسيك المتاخمتين للولايات المتحدة.

وبخلاف لقاء المسؤولين السعوديين سيجتمع ترامب أيضا مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست ويتناول الغداء مع قادة أكثر من 50 دولة إسلامية.

وكان منتقدون اتهموا ترامب بمعاداة المسلمين بعد أن أصدر أمرا تنفيذيا يحظر دخول مواطني عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة استنادا إلى مخاوف على الأمن القومي. وأوقفت محاكم أمريكية العمل بهذا الأمر.

ولم يبرأ الرأي العام الأمريكي تجاه السعودية تماما مما لحق به في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي كان 15 من الخاطفين التسعة عشر فيها سعوديين.

وفي العام الماضي أقر الكونجرس قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي يسمح برفع دعاوى قضائية تحمل السعودية مسؤولية هذه الهجمات. وتنفي السعودية أي دور لها في الهجمات.

وترسل زيارة ترامب "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تقف مع حلفائها المقربين في المنطقة ولا تتخلى عنهم" على حد قول مسؤول سعودي كبير لرويترز فيما يعكس رأي كثير من القادة الخليجيين في أوباما الذي اعتبروا أنه منح الاتفاق النووي مع إيران أولوية أكبر من التحالف الأمريكي الخليجي.

وكانت زيارة أوباما للسعودية في أبريل نيسان 2016 قد طغت عليها مشاعر الغضب في منطقة الخليج من نهجه في المنطقة وشكوك في مدى التزام واشنطن بالأمن الإقليمي.

وفي إشارة لوجهات نظر دول الخليج عن قيام إيران بدور من خلال قوى تعمل لحسابها في الصراعات الإقليمية في سوريا والعراق والبحرين واليمن قال المسؤول "هذه الإدارة (الجديدة) تأتي ... وتقول ‘لا. انتظروا لحظة‘. إيران نشطة".

وكانت إدارة ترامب وصفت الاتفاق النووي مع إيران بأنه "أسوأ اتفاق" تم التفاوض عليه على الإطلاق ووجه مسؤولون كبار في الإدارة انتقادات متكررة لتصرفات إيران في دعم الرئيس السوري وأنشطتها الصاروخية ودعمها لجماعات متشددة في المنطقة.

وقال مصطفى العاني مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث في جدة إن قادة الخليج يودون أن "تصنف أمريكا الميليشيات التي تحظى بدعم إيراني ضمن الجماعات الإرهابية".

* دعم في اليمن

تتطلع السعودية أيضا لمزيد من الدعم الأمريكي في الحرب الدائرة في اليمن حيث يقاتل تحالف تقوده المملكة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة.

وقد أيدت إدارة أوباما السعودية عندما شنت ضربات جوية في اليمن في مارس آذار عام 2015 لكنها استاءت من تزايد عدد القتلى في صفوف المدنيين وقلصت الدعم العسكري للرياض.

وقال المسؤول السعودي الكبير إن السعودية، على النقيض من موقف إدارة أوباما، لا تتعرض لانتقادات من إدارة ترامب بسبب حرب اليمن.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن النقاش في لقاء ترامب مع قادة مجلس التعاون الخليجي سيدور حول كيفية تدعيم هياكل المجلس الذي يضم في عضويته البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات لزيادة فعاليتها.

وسيتناول الرئيس الأمريكي الجمهوري وزوجته ميلانيا السيدة الأولى العشاء مع أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية. وقال إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي يوم الثلاثاء إن ترامب المعروف عنه ولعه بتويتر سيشارك في ندوة عن تويتر مع مجموعة من الشباب.

وقال مكماستر إن ترامب سيلقي كلمة عن "ضرورة التصدي للأفكار المتشددة" ويشارك في افتتاح مركز جديد يهدف "لمكافحة التطرف ونشر الاعتدال".

وفي حين انتقد ترامب السعودية لعدم سداد حصة كافية مقابل الدعم العسكري الأمريكي فقد توقفت تعليقاته عن التعصب الديني في المملكة منذ أصبح رئيسا.

ويقول منتقدو المملكة إن الحكومة لا تبذل جهدا كافيا لمنع التعاليم المحافظة لبعض الدعاة من نشر أفكار التشدد في الخارج وتهديد الأمن الداخلي.

وقد أدى اعتناق مسلمين الأفكار المتطرفة في السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إلى وقوع هجمات داخل المملكة ومشاركة مواطنين سعوديين في حركات جهادية في العراق وسوريا.

وندد كبار رجال الدين بالحركات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية لكنهم ظلوا يرددون في خطبهم أفكارا متعصبة.

* فرص الأعمال

يعقد في الرياض منتدى سعودي أمريكي لرؤساء الشركات التنفيذيين يوم السبت من المنتظر أن يتم فيه توقيع عدد من الصفقات في مجالات الدفاع والكهرباء والنفط والغاز والصناعة والكيماويات. كما تصدر تراخيص جديدة لشركات أمريكية للعمل في المملكة.

ويمثل الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ابن العاهل السعودي وجه "رؤية المملكة 2030" ويحرص على إظهار نجاح المملكة بعد عام من طرح الرؤية.

ومن المنتظر أن يوقع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو العملاقة للنفط صفقات مع شركات أمريكية كبرى من أجل تدعيم الصناعات المحلية.

فمن المقرر أن توقع شركة جنرال الكتريك عددا من مذكرات التفاهم وقال مصدر مطلع إن من المنتظر أن توقع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة إكسون الأمريكية للنفط اتفاقا بروتوكوليا لتطوير مشروعهما المشترك في صناعة الكيماويات في تكساس.

وقال المسؤول بالبيت الأبيض إن المملكة دخلت المرحلة الأخيرة من التفاوض على صفقة سلاح قيمتها 100 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يزور السعودية وفد من بورصة نيويورك للأوراق المالية بعد زيارة ترامب سعيا لإدراج الطرح الأولي لشركة أرامكو، المقرر أن يتم في عام 2018 بنحو 100 مليار دولار، في بورصة نيويورك.

وتتنافس البورصات العالمية على حصة من الطرح العام الأولي لأرامكو الذي يتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في التاريخ. وفي الوقت الحالي تتصدر بورصة هونج كونج المتنافسين في آسيا بسبب الروابط الاستراتيجية التي تربطها بالصين وهي من المستوردين الرئيسيين للنفط السعودي.

وسيواجه وفد بورصة نيويورك منافسة شديدة إذ تسعى البورصات المتنافسة لتعديل قواعدها لزيادة فرصها في الفوز