آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-03:40ص

وفاء القائد لجنوده !

الجمعة - 14 أغسطس 2020 - الساعة 09:02 م

اللواء الركن فرج سالمين البحسني
بقلم: اللواء الركن فرج سالمين البحسني
- ارشيف الكاتب


كنا على موعد من ثاني أيام العيد للقيام بزيارات ميدانية معسكرات و وحدات القوات المسلحة ‏في المنطقة العسكرية الثانية ووحدات الأمن بهدف معاودة القادة والضباط والصف ضباط والجنود لهذه الوحدات كتقليد وواجب تقوم به القيادة في هذه المناسبات, لكن هذا العام كان مختلف عن سابقيه من الأعوام من حيث ما لمسناه من جاهزية وانضباط ويقظة لدى منتسبي هذه الوحدات وكذا من حيث العدد الكبير من الوحدات التي تضمن البرنامج زياتها, ان مستوى العمل الكبير الذي تم إنجازه في بناء مختلف المرافق في هذه الوحدات يدل دلالة كبيرة على جدية العمل والروح المعنوية العالية التي تتمتع بها هذه الوحدات. وهذا ما دعاني لكتابة هذه الانطباعات لتكون شهادة للتاريخ لهؤلاء الجنود والصف ضباط والضباط الذين يبيتون يقضين وبهمة عالية في سبيل الدفاع عن امن واستقرار حضرموت, ولو عدنا بالذاكرة الى بدايات تكوين هذه القوة وما تم التوصل إليه اليوم من حيث الجاهزية ومستوى التدريب نستطيع القول بأن البناء المؤسسي لهذه القوة كان الركيزة الاساسية لتطويرها و وصولها الى هذه المستويات من الجاهزية والتدريب والانضباط والدقة في تنفيذ المهام, ولأن البداية كانت صحيحة وتحت إشراف فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة الذي أصدر قرارات رئاسية بتسجيل وحدات المنطقة العسكرية الثانية وتعيين قادتها ورعايته المستمرة لها, لذلك فان هذه القوة في تطور رغم كل الصعوبات التي مرت بها. كانت الزيارة الاولى لوحدات معسكر الريان وقوة محور الضبة في‏ ثاني أيام العيد حيث قمنا بنقل تهاني وتحيات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة الى المقاتلين في هذه الوحدات. أما الزيارة الثانية في ثالث ايام العيد فكانت لمديرية دوعن والتي تمكنا من خلالها من زيارة معسكر الشرطة في دوعن واللقاء بالضباط والصف ضباط والجنود في هذا المركز. استطيع القول انه في السابق كانت لي زيارات عديدة لقيادة معسكر شبام والوحدات التابعة له وان التطور في هذا المعسكر هو سمة العمل لقيادة اللواء حيث انه من وقت إلى آخر يجري تطوير وتحسين مرافق المعسكر المختلفة من حيث سكن الأفراد والضباط ومكاتب القيادة والامداد والتموين وابراج الحراسة للمعسكر وهذا هو التوجه العام لنا لبناء سكن ملائم للجنود ومرافق اخرى تؤمن به حسن تغذيتهم وتدريبهم وتؤمن لهم السيطرة الكاملة على مسرح العمليات الذي يعملون فيه. ان ما شد انتباهي اثناء وقوفي أمام الطابور العام للواء هو مستوى التدريب العالي والانضباط والروح المعنوية العالية وكان معي شخصيات مدنية وأعضاء مجلس النواب ومدراء عموم وغيرهم من الاعيان وهم قد لا يفقهون كثيرا في الشؤون العسكرية لكني لاحظت على وجوههم ومن خلال الهمس بينهم ان هناك ارتياحاً كبيراً ينتابهم وهم يشاهدون أبناءهم بهذا المستوى من الظهور وهذا الانضباط والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها. والمواطنون في مديرية دوعن يتذكرون جيدًا كم كانت الحالة الأمنية في هذه المنطقة التي كان يسودها الاختلال المستمر وظهور عناصر ارهابية من وقت لأخر فيها واليوم وقد انتشرت هذه القوة فان الأمن والأمان يسود كل ربوع دوعن. اليوم الرابع كنا على موعد مع زيارة لواء حضرموت المتمركز في لبنه وضواحيها, وتحركنا بدءاً من وادي دوعن بطريق رملية فيها شيء من الصعوبة حتى وصلنا تحديدا الى الفرظحة وهي لا تبعد كثيراً عن مدينة لبنه, وفي مفرق الفرظحة استقبلنا قائد اللواء وتم الاطلاع على قوام القوة المنتشرة في هذا الموقع وتم تبادل التحيات والتهاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك مع أفرادها, بعد ذلك تم التحرك صوب قيادة معسكر لواء حضرموت وهناك تم لقاء قادة وضباط وصف ضباط اللواء, حيث ألقيت كلمة في الحاضرين نقلت اليهم تحيات وتهاني فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة. إن ما لاحظناه في هذا المعسكر هو مستوى عالٍ من الانضباط والتدريب والروح المعنوية العالية لدى الجنود والصف ضباط والضباط حيث ظهر ذلك جليا في مستوى الحضور وكما لوحظ أيضا أن هناك عمل انشائي كبير تم تنفيذه في بعض المشاريع والبعض الآخر لايزال يجري العمل فيه يتمثل في عمل تحصينات للمعسكر وأبراج مراقبة وسكن الأفراد والضباط ومستودعات ومرافق فنية ومسجد, والجدير بالذكر أن لواء حضرموت ينتشر في عدة نقاط مهمة في هذه المنطقة أسوة بلواء شبام و لواء الدفاع الساحلي. وفي نفس اليوم كلفنا أركان المنطقة العسكرية الثانية بزيارة لواء الدفاع الساحلي المتمركز في قارة الفرس وبنفس الروح والعمل الجاد أظهر هذا اللواء مستوى عال من الجاهزية القتالية والتدريب والانضباط والروح المعنوية العالية. وبعد منتصف النهار توجهنا من لبنه باتجاه نقطة رأس حويرة ومعسكر الأدواس وعند وصولنا الى منطقة رأس حويره التقينا بالقادة والضباط وصف ضباط والجنود في هذه النقطة ويسعدني أن أسجل اعتزازي وتقديري لأفراد هذه النقطة وضباطها الذين أظهروا باستمرار تميّزاً ويقظة عالية في رصد وضبط المهربات كالأسلحة والمخدرات اضافة الى ادائهم المتميز اثناء حملة منع القات واعتقد ان المواطنين في حضرموت كانوا يسمعون يوميا أخبار نجاحات هذه النقطة من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وبعد ذلك توجهنا الى معسكر الأدواس حيث تم اللقاء بقيادة المعسكر والضباط وصف الضباط والجنود وأعطيت التوجيهات اللازمة لتحسين أوضاع هذا المعسكر ودعمه بالسلاح والقوة ليكون من اقوى المعسكرات تحصينا وقوة واداء لتنفيذ المهام والواجبات. ودعونا نوضح كيف نشأت هذه القوة ومن له الفضل الكبير في سبيل انشائها وتأمين تسليحها وتزويدها بمختلف الأسلحة والمعدات ووسائل الاتصالات والنقل فما كان بالإمكان أن تظهر هذه القوة إلى حيز الوجود بهذه الجاهزية بإمكانيات محلية, لذا وجب التأكيد على ان قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة كان لهم الدور الكبير في هذا المجال وبالأخص دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان لها نصيب الأسد من دعم هذه القوة وفقا لتفاهمات تمت في قيادة التحالف العربي. ويسعدني جدا ان اسجل اجمل الانطباعات عن القادة العسكريين من دول التحالف العربي الذين كان لهم شرف التواجد على أرض حضرموت لمساعدتنا في التدريب والتوجيه والتأمين اللوجستي, فضباط وقادة من هذه الدول لن تنساهم الذاكرة ابدا وسيخلدون في تاريخ حضرموت العسكري المعاصر. وأثناء تسجيلي انطباعاتي عن الجنود والصف ضباط والضباط في هذه الوحدات فلا يسعني الا ان اتوقف عند أبرز ما يمكن تسجيله : - ان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة كان له الدور الكبير في تشكيل ورعاية هذه القوة بشكل منظم ومؤسسي. - ان حضرموت بتاريخها المعاصر قد ساهمت اسهاماً كبيراً في بناء قوة عسكرية وأمنية في ظروف حرب يمر بها الوطن و اثبتت التجارب أن هذه القوة هي صمامٌ أمن حضرموت ونموذجاً للبناء العسكري المؤسسي. - نستطيع القول انه و لأول مره في تاريخ حضرموت تنتشر قوة عسكرية بهذا الحجم والقدرة في مناطق مثل دوعن وقارة الفرس ولبنه وحجر الأمر الذي اسهم في تحقيق الامن والاستقرار في هذه المناطق بعد أن كانت تعبث فيها عناصر ارهابية ومخربه. - إن ما أثار ارتياحي ايضا هو مستوى أداء قادة هذه الوحدات و مرؤوسيهم فاليوم يقف على رأس قيادة هذه الوحدات ضباطُ كبار يتمتعون بخبرة عسكريةٍ كبيرة وروح وطنية عالية ما يجعلنا نطمئن عن قدرة هذه الوحدات أداء الواجب العسكري الوطني بشكل رائع وناجح. - كما أن ما يثير الارتياح ايضا هو وحدة وتلاحم جنود وصف ضباط وضباط هذه الوحدات العسكرية ومستوى تحصينهم من أي تجاذبات في ظل الوضع الراهن. وبدون شك هناك انطباعات جميلة ورائعة جداً لا أجد المتسع الكافي من الوقت لسردها, لكن يضل تعاون السلطات المحلية في المديريات مع القيادات العسكرية والامنية امراً غاية في الاهمية وهذا ما تم التأكيد عليه وملاحظته, إلا أن استشعار المواطنين في حضرموت للأمن والاستقرار خصوصا مع أيام العيد كان اجمل انطباع, وهذا كله بفضل من الله وبفضل هؤلاء الجنود المتواجدين في المعسكرات ونقاط التفتيش وتسيير الدوريات. ولا يمكنني نسيان شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم في بداية انتشار القوات في هذه المناطق, لهم منا كل الوفاء والإخلاص راجين المولى ان يرحمهم ويجعل مثواهم جنة الفردوس الأعلى. وفي الختام فإني أشد على ايدي القادة والضباط وصف الضباط والجنود في الوحدات العسكرية والأمنية واقدر تقديراً عالياً الدور الذي يقومون به, فمني لهم ومن كل مواطن في حضرموت كل التحية وفي نهاية مقالي هذا لا يسعني إلا أن أعبر عن ارتياحي التام لمستوى جاهزية هذه الوحدات والروح الوطنية والمعنوية العالية التي يتمتع بها منتسبو الوحدات العسكرية والأمنية وأدعوهم ان تكون اليقظة دائما نصب اعينهم باستمرار لكي تنعم حضرموت بأمن وأمان على الدوام.

 

* محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية